هل يخسر خالد ترقيته بسبب شخصية نومه ؟

23 مارس 2025
بسمه ابوالعز
هل يخسر خالد  ترقيته بسبب شخصية نومه ؟

هل يخسر خالد ترقيته بسبب شخصية نومه ؟ 

 


جلس المدير في مكتبه، يتأمل قائمة المرشحين للترقية، وعندما وصل إلى اسم خالد، 

فكر في أنه أحد أكفأ الموظفين، يقدم دائمًا أعمالًا متميزة، لكن مشكلته الوحيدة تكمن في.. 

"أنه دائمًا ما يصل متأخرًا" 


ففي الاجتماعات الصباحية، كان مقعده فارغًا، مما جعله يبدو وكأنه غير ملتزم، رغم أنه كان يعمل بكفاءة عالية في فترة ما بعد الظهر. "كيف يمكنني ترقية شخص لا يظهر إلا بعد الظهر؟" تساءل المدير، مستبعدًا اسمه من القائمة. 


لكن ربما… لم يخطر بباله أن خالد يعمل وفقًا لساعته البيولوجية الطبيعية، وأن تغيير نظام العمل قد يزيد من إنتاجيته بدلًا من تقييده في نظام تقليدي قد يفقده تركيزه وقدراته. 




  • بعض الشركات الرائدة مثل Google وMicrosoft تطبيق سياسات العمل المرنة، مما يسمح للموظفين بالعمل وفقًا لأوقات إنتاجيتهم المثلى. 

 

  • 📖 وفي مقالة منشورة على Financial Experess بعنوان " أنماط العمل: تحويل العمل مع الساعة البيولوجية" شاركت نتائج دراسة أجرتها إحدى الشركات التي قامت بتطبيق ما يعرف بـ chronoworking أي السماح بأوقات العمل المرنة بشكل يدعم أنماط النوم المتوافقة مع الساعة البيولوجية، حيث لوحظ زيادة ٢٠ ٪ في نسب إنتاجية الموظفين وإنخفاض ٣٠٪ من المشاكل الصحية. 

 

 


كيف يمكن تطبيق ذلك في بيئة العمل؟ 


في عالم العمل الحديث، أصبح من الواضح أن فرض جداول زمنية موحدة لجميع الموظفين قد لا يكون الطريقة الأكثر كفاءة لتحقيق الإنتاجية. فمع اختلاف الإيقاعات البيولوجية لكل فرد، يمكن أن يكون السماح للموظفين بالعمل وفقًا لساعات ذروة إنتاجيتهم، وهو ما يُعرف بـ "العمل وفق الساعة البيولوجية" أو "Chronoworking"، وسيلة فعالة لتعزيز الأداء والرفاهية في بيئة العمل. 


✔️ السماح بمواعيد عمل مرنة، بحيث يتمكن الأشخاص الصباحيون من بدء يومهم مبكرًا، بينما يعمل الأشخاص الليليون في ساعات متأخرة، مما يساعد كل موظف على العمل في الفترة التي يكون فيها في قمة تركيزه وإنتاجيته. 

✔️ استخدام نظام العمل عن بُعد لمنح الموظفين حرية أكبر في تحديد جداولهم، وهو ما تبنته العديد من الشركات بعد الجائحة لتعزيز مرونة العمل. 

✔️ تقليل الاجتماعات غير الضرورية في أوقات غير مناسبة لبعض الموظفين، مثل الاجتماعات الصباحية للأشخاص الذين يكونون أكثر إنتاجية في المساء، مما يعزز التركيز ويقلل من الإرهاق. 

✔️ استخدام نظام العمل عن بُعد لمنح الموظفين حرية أكبر في تحديد جداولهم، وهو ما تبنته العديد من الشركات بعد الجائحة لتعزيز مرونة العمل. 

✔️ توفير مساحات للراحة في أماكن العمل، مما يساعد الموظفين على استعادة نشاطهم وفقًا لإيقاعهم البيولوجي، وبالتالي تحسين الأداء العام وتقليل مستويات الإجهاد. 

ومع ذلك، فإن العمل وفق الإيقاع البيولوجي لا يعني غياب التنسيق بين الفرق. فلا تزال هناك حاجة إلى فترات "تقاطع زمنية" كما أشارت ال BBC في مقالة لها عن هذا الموضوع، حيث يكون الموظفون متاحين في نفس الوقت لعقد الاجتماعات والتعاون في المشاريع المشتركة. بعض الشركات، مثل Flexa، تعتمد سياسة وجود ساعات عمل مشتركة بين الساعة 11:00 و15:00 لضمان التواصل الفعّال بين الموظفين حيث أشارت المديرة التنفيذية للشركة أن بعض الموظفين يبدأون عملهم من الساعة السابعة والنصف صباحا والبعض الآخر لا يظهر قبل الساعة ١١ صباحا، وهناك آخرون يعملون حتى ساعات متأخرة من المساء. يساعد هذا التوازن بين المرونة والتنسيق على تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية دون التضحية بجودة العمل الجماعي. 


عندما يتمكن الأفراد من العمل وفقًا لإيقاعهم البيولوجي، فإنهم لا يحصلون فقط على إنتاجية أعلى في بيئة العمل، بل يشعرون أيضًا براحة نفسية أكبر وتوازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية. ومع ذلك، فإن تأثير أنماط النوم لا يقتصر على العمل فقط؛ بل يمتد أيضًا إلى العلاقات العاطفية والاجتماعية، حيث يمكن أن يؤثر اختلاف نمط النوم بين الأفراد على جودة تواصلهم وقضاء الوقت معًا. 


تمامًا كما يحتاج زملاء العمل إلى "تقاطع زمني" للتفاعل والتعاون، فإن العلاقات الشخصية تعتمد أيضًا على وجود لحظات مشتركة بين الشريكين أو الأصدقاء. ولكن ماذا يحدث عندما يكون أحدهم في قمة طاقته بينما يعاني الآخر من الإرهاق؟ هنا تبدأ التحديات التي يمكن أن تؤثر على التفاهم، والأنشطة المشتركة، وحتى جودة العلاقة نفسها


 كيف يمكن التكيف مع طبيعة الشريك أو الصديق؟ 


✔️ إيجاد "نقطة التقاء" لقضاء وقت نوعي معًا، مثل فترة بعد الظهر. 

✔️ تفهم أنماط الطاقة المختلفة وعدم إجبار الشريك على التكيف مع نمط معين. 

✔️ تخصيص لحظات نوعية بدلًا من التركيز على عدد الساعات التي يتم قضاؤها معًا. 

في دراسة نشرتها NIH وُجد أن الأزواج الذين لديهم أنماط نوم متشابهة يميلون إلى الرضا العاطفي بشكل أكبر مقارنة بالأزواج الذين لديهم أنماط نوم مختلفة لكن يمكن للأزواج الذين تختلف أنماط نومهم تطوير علاقتهم بتفهم هذه الفروق، لأنهم يتعلمون كيف يتكيفون مع احتياجات بعضهم البعض. 


تعرف من خلال هذا الاختبار السريع على شخصية نومك وشاركه مع شريك حياتك أو صديقك المقرب.  


✨ كيف يمكن تغيير نمط النوم؟ 


يتساءل الكثيرون عما إذا كان بإمكانهم تعديل نمط نومهم ليناسب متطلبات حياتهم المهنية أو الاجتماعية، خاصةً إذا كانوا يشعرون بأن نمط نومهم الحالي يعيق إنتاجيتهم أو تفاعلهم مع الآخرين. ورغم أن الساعة البيولوجية مبرمجة جينيًا إلى حد ما، إلا أن بعض التعديلات السلوكية يمكن أن تساعد في إعادة ضبط إيقاع النوم وتحقيق توازن أفضل بين النشاط والراحة. 


نصائح لتعديل نمط النوم تدريجيًا: 


  • التعرض لضوء الشمس صباحًا: يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من النوم المتأخر. 
  • تقليل التعرض للشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر يمكن أن يؤخر الإحساس بالنعاس، لذا يُنصح بتجنبها قبل النوم بساعتين على الأقل. 
  • الالتزام بروتين نوم ثابت: الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، يساعد الجسم على ضبط إيقاعه الطبيعي بشكل أكثر استقرارًا 
  •  
  • ورغم أن هذه التغييرات قد لا تحول شخصًا ليليًا إلى شخص صباحي تمامًا،لكنها يمكن أن تعدل من جدول نشاطه اليومي. 

📝 استخدم ساعتك البيولوجية لصالحك! 


في النهاية، نمط النوم ليس مجرد عادة، بل هوإيقاع بيولوجي يتحكم في توقيت نشاطنا وطاقة أجسامنا وهو عامل أساسي يؤثر على جودة الحياة والإنتاجية فبدلاً من مقاومته، يمكن أن يساعدك فهمه والاستفادة منه في تطوير أدائك المهني والاجتماعي. 


 


 والآن.. ماذا عنك؟ هل تجد أن نمط نومك يتماشى مع بيئتك المهنية والاجتماعية؟ شاركنا تجربتك💡!