طريق الثراء يبدأ من السرير 🛏️
في منتصف يوم عمل يكتظ بالمهام، وبين اجتماع وآخر، وجدت نفسي أقرأ عن أغرب عادة يشترك فيها عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين في العالم.
لا يتعلق الأمر بدورات استثمارية، ولا بشبكات علاقاتهم، بل بشيء لا نكاد نلقي له بالا وربما نتجاهله عمدًا: النوم.
نعم، النوم.
أخذت أبحث بشكل أعمق لعلي أجد معلومات أكثر.
وإذا بي أكتشف أن "جيف بيزوس" ــ المدير التنفيذي لأمازون الذي تقدر ثروته بــ 200 مليار دولار ــ يصرّ على النوم 8 ساعات يوميًا.
ليس لأنه يحب النوم، بل لأنه ـ حسب قوله في مقابلة مع Economic Club Of Washington
أن الأمرلا يتعلق بعدد القرارات التي يجب اتخاذها لكن بجودة هذه القرارت ! فما الفائدة من ١٠٠ قرار غير جيد !
في المقابل، تشير مقالة نشرتها Harvard Business Review بعنوان " نقص النوم: قاتل الإنتاجية" أن نقص النوم يُضعف من قدرات التفكير والإنتاجية،
وقد يجعل الشخص يتصرف وكأنه تحت تأثير شرب الكحول! وليس ذلك فقط..
بل تجعل المدراء يسيئون معاملة موظفيهم وقد تجعلهم عرضه لإرتكاب أفعال غير أخلاقية!
لذا تخيل معي للحظة ..
أن قرارًا ماليًا خاطئًا، أو توظيفًا غير موفق، أو حتى فكرة مشروع رديئة…
ربما لم يكن سببه قلة خبرة، بل قلة نوم.
كل هذا يدعونا للتساؤل ..
هل من الممكن أن يكون نومي سببًا في أنني لا أملك حتى الآن حرية مالية؟
ربما. وربما أكثر مما تعتقد.
في دراسة لجامعة ساوث كالورلينا نشرتها عام ٢٠٢٣، وُجد أن الأشخاص الذين يعانون من نقص النوم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات مالية خطيرة
وذلك لانخفاض القدرات الإدراكية والتي تؤثر على عمليات اتخاذ القرار.
وفي مقالة منشورة على RAND Corporation، قدّرت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن قلة النوم بـ 411 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي وحده.
ليست مبالغة أن نقول إن نومنا يؤثر على محافظنا…حتى لو لم ندرك ذلك.
ولهذا يعامل الرؤساء التنفيذيون غرفة نومهم كما يعاملون غرفة الاجتماعات:
يمنعون عنها الإلهاء، يضبطون الإضاءة، يبعدون الشاشات، ويهيئون أنفسهم لما يسمونه "الهدوء التدريجي".
لا أحد ينتقل من يوم صاخب إلى نوم هادئ بضغطة زر.
هناك طقوس، فيها كتابة، أو تأمل، أو قراءة، أو حتى مجرد صمت.
أدركت حينها أن المعركة مع النوم ليست شخصية فقط، بل ثقافية أيضًا.
ففي عالم يكافئ السهر والعمل فترات طويلة، ويربط النجاح بالتعب، يعتبر من ينام باكرًا شخصًا "منطويًا" أو "كاره للمرح.
قد يجعلنا نغفل عن الخسائر الكامنة وراء نقص النوم، فماذا لو كانت غرفة نومك هي غرفة التحكم في حياتك المالية
فهل ستظلّ تعاملها كأنها مجرد استراحة محارب !
منذ أيام، بدأت أغير شيئًا بسيطًا: أطفئ هاتفي قبل النوم بساعة.
أضع دفترًا صغيرًا على الطاولة، أكتب فيه ما يشوشني، ثم أتركه هناك.
أغلق الأبواب، أضيء مصباحًا بإضاءة دافئة، وأتظاهر أنني "بيزوس" ولو للحظات.
لا أعرف إن كنت سأصل إلى ثروة فاحشة قريبًا...
لكنني أنام أفضل... وأفكر بشكل أفضل و
في عالم مشبّع بالتشتت..
وهذا يعد ثروة حقيقية.